اشتقاق الاسم :
التين كلمة قديمة اصلها فرعوني فقد سماه قدماء المصريين تون Tun اوnehtentep وبالعبرية Feg حيث استخدمه اليهود كغذاء رئيسى , ومنه اشتق الاسم الإنجليزي Fig وهو شجرة من الفصيلة التوتية morace وكثيرا ما صور المصري القديم شجرة التين على جدران المعابد كما فى منطقة بني حسن فى عصر الدولة الوسطى وقد استعمل قدماء المصريين التين كمقو عام وفي الحروق والأمراض الجلدية.
تاريخها :
جاء فى الإصحاح الثالث من سفر التكوين أنة عندما أكل آدم وحواء من الشجر المحرمة وتعريا وبانت سوأتهما أسرعا الى شجرة التين وصنعا من أوراقها مئزرا وقد اقسم الله بها فى كتابة العزيز تشريفا لها فى التى ستر عورة أبوينا فى الجنة وجاء ذكرها تنويها بمكانتها فى عالم النبات ولعل تقدم ذكر التين عن الزيتون فى القران الكريم " و التين والزيتون وطور سنين وهذا البلد الأمين " ( سورة التين1-2) إشارة الى ان التين ربما يرمز الى آدم والزيتون الى نوح حيث ان اول شئ رآه سيدنا نوح بعد إنهاء الطوفان هو غصن الزيتون فى فم الحمامة فعلم ان السفينة رست على الجودى , أما كلمة فبج التي وردت في الإنجيل معناها التين الأخضر غير الناضج الذي يبقى على الشجرة أثناء الشتاء أما كلمة باكورة التي جاء ذكرها في الكتاب المقدس فمعناها بشائر أي أول ما ينضج من ثمار الشجر.موطن الشجرة :
موطن التين الأصلي منطقة هبوط الوحى فى شبة الجزيرة العربية ثم انتشر منها الى سوريا و شواطئ البحر المتوسط ثم انتقل إلى آسيا فالدول الغربية و عرف القدماء المصريين زراعة التين حيث شوهدت زراعته على كثير من النقوش بالمعابد المصرية وقد وجدت ثمار التين في بعض المقابر المصرية وقد ذكر التين في المراجع القديمة في العصر الفرعوني منذ الأسرة الثالثة ولا يزال التين منتشرا في فلسطين ولا تخلو حديقة أو بستان من شجرة تين حتى الان.
الشجرة وتحملها :التين نبات متساقط الاوراق شتاءا وهو شجيرة قصيرة لذا فهى معرضة للاعتداء عليها من الحيوانات الصحراوية مثل الماعز لذلك أمدها الله بوسيلة للحماية وللمحافظة على الأجزاء اللينة والصغيرة مثل الاوراق الحديثة والأفرع الجديدة بعصير لبنى حارق ينزف منها عند قطع الاوراق والسيقان والأفرع او بالأحرى جميع اجزاء النبات صغيرة السن .
تتحمل اشجار التين البرودة لدرجة كبيرة فقد تتعرض للبرودة ما دون درجة الصفر كما تتحمل الحرارة الشديدة الا ان اعتدال الجو يساعد على كثرة وجودة المحصول .
يتحمل التين الجفاف والملوحة والقلوية فيقاوم الجفاف لان الله حبى أوراقه القدرة على منع البخر حيث انها مغطاة بزغب والأوراق جلدية سميكة قليلة الثغور والمجموع الجذرى سطحى منتشر ليتمكن من اصطياد ما الندى الساقط على التربة فى الصباح الباكر او امتصاص ماء المطر القليل فى المناطق القاحلة وشبة القاحلة او الصحراوية.القيمة الغذائية وتداولها :
عرف الأطباء الأوائل ما للتين من فوائد طبية عظيمة حيث ان ثماره ملينة تحتوى على نسبة عالية من الحديد والنحاس ذات الاهمية الكبيرة فى تجديد الدم و علاج الأنيميا ونسبة عالية من الكربوهيدرات المولدة للطاقة ونسبة عالية من الكالسيوم اللازم لبناء العظام وإفراز لبنى بة أنزيم Ficin الذى يساعد على إكساب اللحوم طعما ونكها خاصة ومحبوبة يعتبر التين غني بفيتامينات ا، ب وبه كميات بسيطة من فيتامين ج ويساعد التين على تجلط الدم حيث يحتوي على نسبة عالية من فيتامين ك كما يحتوي على حمض الفوليك الذي له دور كبير فى وقائية السيدات الحوامل كما انه مفيد في علاج البرد و متاعب الصدر و السعال الديكي .
تحتوى بعض أما أوراق اصناف التين مثل السلطاني على مادتي السورالين والبرجابتين المعالج للبهاق كما أن مغلي 25 - 30 ورقة من أوراق التين في لتر ماء مفيد في علاج السعال و اضطراب الحيض و التهاب اللثة
وبعض تؤكل ثماره اما طازجة او مجففة بعد جمع الثمار بحاملها واستبعاد الثمار المجروحة وغمسها فى محلول ملحى (2.5%) مغلى ثم وضعها فى على صوانى خشبية ذات قاعدة سلكية ثم تعرض لأبخرة الكبريت الذى يعمل على تبيضها وقتل جراثيمها وإماتة خلايا ثمارها الخارجية والتى تساعد على سرعة التجفيف ثم تنشر الصوانى فى الشمس حتى الجفاف وتعبأ فى صناديق خشبية.تنوع الأزهار والثمار والمحصول :
للتين أربع انواع من الزهور مذكرة , مؤنثة , حاضنة Gall flowers , أزهار عقيمة
الثمرة عبارة عن نوره او حامل زهرى متشحم يسمى Syconium تبطن من الدخل بمشيمة تتكون منها الأزهار وبها فتحة قمية Ostiole مغطاة بحراشيف تحمل النورة أزهارا مؤنثة كما فى التين الازميرى وتين سان بدرو الأبيض ونورات تحمل أزهار مذكرة ومؤنثة كما فى التين البرى Caprifig
يعطى النبات اكثر من محصول :
الأول فى مايو ويونيو ويسمى المحصول البونى ثماره غير لذيذة الطعم لقلة السكريات بها .
الثانى فى يوليو وحتى سبتمبر ويسمى المحصول الرئيسى ثماره اكثر حلاوة وتستعمل طازجة او مجففة .
عقد الثمار المدهش :
ينقسم التين تبعا لنوع عقد الثمار ( العقد هو تحول الزهرة الى ثمرة او بمعنى أدق هو انقسام واستطالة خلايا جدار المبيض وامتلائها بالغذاء والصبغات ومكسبات الرائحة والطعم لتصبح ثمرة شهية ) الى أربع انواع :
* التين العادى: يعقد بكريا حيث تحمل النورة أزهارا مؤنثة فقط وبدون حدوث إخصاب او تلقيح يتمكن جدار المبيض من تكوين الثمرة . . تأمل هنا قدرة الخالق وطلاقة قدرته على صنع كل الممكنات .*التين الازميرى : تحتوى النورات على أزهار مؤنثة ولكن لا تعقد بكريا ( دون حدوث تلقيح وإخصاب ) كالسابقة ولكن لابد من التلقيح ونظرا لأنها لا تحتوى على أزهار مذكرة فأنها تنتظر ان يأتيها حبوب اللقاح من نوع التين البرى الذى تحتوى نوراته على الأزهار المذكرة وذلك عن طريق حشرة خاصة أودعها الله سرا من أسراره هى حشرة البلاستوفاجا حيث تضع الحشرة بيضها فى مبايض الأزهار الحاضنة فى التين البرى وعندما تمتلئ النورة بالبيض وعند فقس البيض تخرج الحشرات وقد امتلئ جسمها بحبوب اللقاح من الأزهار المذكرة الموجودة قرب فتحة العين Ostiol وعند زيارتها للتين الازميرى تقوم الحشرة بنقل حبوب اللقاح للأزهار المؤنثة بالتين الازميرى فيتم التلقيح والإخصاب وتكون الثمرة .
* تين سان بدرو الأبيض : هذا النوع من التين تحمل نوراته أزهار مؤنثة فقط وتحمل ايضا النوعين من المحصول وهى المحصول البونى وتتكون ثماره بكريا والمحصول الرئيسى الذى تتكون ثماره بعد التلقيح والإخصاب بحبوب لقاح حشرة البلاستوفاجا وإذا لم يحدث الإخصاب لا تتكون الثمار .
*التين البرى : توجد بنوراته الأزهار المذكرة والأزهار الحاضنة ( مؤنثة ) لبيض حشرة البلاستوفاجا المعجزة والأخيرة تكون بذور ولا تتكون الثمار الا بعد ان تضع حشرة البلاستوفاجا فيها البيض فتكون الثمار هنا بكريا ولكن بعد ان ينشط هذا النوع من العقد البكرى وجود الحشرة فزيارة الحشرة هو المحفز على نمو وتطور الثمرة .
تأمل معى هذا الإعجاب العلمى الإلهي وتسائل من الهم تلك الحشرة بالذات من وضع البيض فى التين ومن خصص للتين تلك الحشرة بعينها ومن ضبط مواعيد خروج الحشرة من بيضها فى نفس وقت نضج وانتثار حبوب اللقاح ليتوافق مع ميعاد استقبال مياسم تين من نوع آخر مثل التين الأزميرى او تين سان بدرو الأبيض ؟ ان الإجابة تكمن فى انه الذى احسن كل شئ صنعه وأتقن كل شئ خلقه ودبر للطير غذاءه والدودة فى الارض والثعبان فى جحره والسمكة فى مائها والإنسان على الارض وصدق الله العظيم حين قال سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ(53)أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ(54) فصلت
ونقول كما قال الشاعر
نشر الصبح على الدنيا سناة وسقى الروض رحيقاً من نداه
الندى من فيض من ؟ والضحى من نور من ؟
قبلت في بسمة الفجر الطيور تسكب الألحان عطرا في الزهور
تصنع العش وتسعى في البكور
عيشها في رزق من ؟ وهي أيضاً من صنع من ؟
دعب النحل من الزهر شذاه وأحال الورد شهداً من رباه
وبنت هندسة النمل قراة
مرشد النحلة من ؟ ملهم النملة من ؟
لجنين استقبل الرزق الجديد وتوالى وهو في المعهد السعيد
قبل أن تبت أسرفان الوليد
أطعمته يد من ؟ صورته يد من ؟
لم يا مخلوق أثرت الحجود كنت معدوماً فمن أين الوجود
أهي الصدفة أم رب ودود
قبله في الكون من ؟ بعده من الملك من ؟
لو تناهيتم إلى سر الحياة وصنعتم كائناً حياً نراه
لم ترد إلا يقينا بالآلة
وسبحانه، سبحانه، أنه تعالى رب العالمين ونور السموات والأرض لا يرى بالعين المبصرة
ولكنه سبحانه وتعالى يرى بعين البصيرة.
العلم للجميع
الخميس سبتمبر 06 2007, 12:14